كتالوج عبد المأمور

توطئة
منذ أن قال لي بصوته اللزج: “أنا عبد المأمور”، أيقنتُ بأنه عبد… في كل الأحوال… عبد. لا يُهِمُّه عبدَ مَن سيكون… المهمُّ أن يُخلِصَ في عبوديته لأسيادِه، أيًّا كانوا!

فكَّرتُ قليلًا -حينها- في مغزى هذا المصطلح: “عبد المأمور”!

المأمور، في اصطلاحنا المعاصر، هو مدير فرع (شركة إنتاج التُّهَم وتسويقها)، المسمَّى بـ (قسم الشرطة). فلا يصحُّ أن نتخيَّل أن للمأمور سلطةً مباشرةً على إنسانٍ ما، إلا إذا اعتَبر هذا الإنسانُ نفسَه -أو كان بالفعل- (مُرشدًا) أو (مُخبرًا)! لا عَلاقة للمأمور بالأمر… هو تعبيرٌ قديم، نصُّه: “عبد مأمور”، وكان يُنطق في زمن الفصاحة بتنوين كلمة (عبد)، فاختلط على المتأخِّرين الأمر.

المهم؛ قالها لي هذا العبد، معتذرًا بأن كتابي، الذي قدَّمته منذ شهرين ليُنشر في (مؤسسة السراب للنشر والتوزيع)، رفضَته لجنة القراءة، واصفةً إياه بـ (المقزِّز)، وموصيةً بألَّا يُنشَر أبدًا في أي مكان، حتى تقوم الساعة؛ لأنه يُخالف أعرافَ المجتمع؛ إذ ذُكِر في إحدى صفحات هذا الكتاب، أن بعض أعضاء الرجال تلتحم ببعض أعضاء النساء بغرض إنتاج الأطفال! وهذا خطأ مني؛ لأن مجتمعنا -كما هو معلوم بالضرورة- يتكاثر أفراده لاجنسيًّا مثل بكتيريا (النايسيريا جونوريا)!

عبد المأمور اسمه: (سمير هُدَيْبَة)! وهو شديدُ التعصُّب لنطق لقب عائلته بالتشكيل الذي أوردتُه، فإذا نطقه شخصٌ ما: هِدِيبة، ثار ثورةً مضحِكة، وقال بصوتِه الحادِّ المهزول: “من فضلك… من فضلك… اسمي هُدَيْبَة، وليس هِدِيبَة”. ولعلَّ تمسُّكَه الهزليَّ بهذا التشكيل راجعٌ إلى ادِّعائه الدائم على كل المنصَّات أنه ينتمي إلى قبيلة (هُدَيْبَة)، التي تشترك مع الرسول في الجد رقم 169! أي إن الجد الأكبر لـ (سمير هُدَيْبَة) خُلِق قبل (آدم)! وهذا شرفٌ لا يعدله شرف!

إعلان

لا أدري ما الذي دفعني إلى مراسلته!

لقد اشمأززت منه، منذ بداية صعوده على أطلال الثقافة المصرية من خلال الندوة الأسبوعية التي يديرها في (معبد آمون الجديد) في (الحي الجديد) الذي يتوسَّط (المدينة الجديدة)! اشمأززت منه لسبب بسيط؛ أن زوج أختي الوصولي المثير للغثيان، الذي يعشق القتلة المتسلسلين والمغتصبين وهتلر وموسوليني، هو أول من ذكره أمامي -لأنه صديقٌ له- ونصحني بأن أطلب منه أن يناقش إحدى رواياتي في ندوته الأسبوعية. هذا سببٌ كافٍ لأن أنفِر منه ما حييت؛ فأيُّ خيرٍ يأتي من زوج أختي المثير للغثيان؟!

لكن أهداب (هُدَيْبَة) سرعان ما انبثَّت وتشعَّبت في أطلال المشهد الثقافي، وتحوَّل إلى أحد مراكز القُوَى، وذاع صِيته بما يَنشره ويُنشر عنه، واغترَّ بعض صحابتي بأضوائه، فتكأكئوا حولَه. وحين عُيِّن مديرًا للنشر في (مؤسسة السراب) التي تَنشر للكتَّاب المغمورين، ازدادوا له تقديسًا، ولا سيَّما حين نَشَر لبعضٍ منهم، فطمَّع بذلك الآخرين. حينئذٍ، بدأ بعض الصحابة يُشفقون عليَّ لأنني كاتب مغمور (مثلهم)، وأجاهد في سبيل نشر كل كتاب أتمُّ تأليفه، كأنني أنشر لأول مرة، فزيَّنوا لي أن أقصِد الناقد (سمير هُدَيْبَة).

وثقت فيهم، وتغلَّبت بمشقَّةٍ على نفوري منه، وأرسلت إليه كتابي الجديد… فما مضى شهران، حتى أرسل إليَّ رسالةً صوتيَّةً يُعلِن فيها رفضَه، متعلِّلًا بأنه: عبد المأمور!

استراتيجيات العبد المأمور

للـ (عبد المأمور) وسائل شتى، يوسِّع بها مجالَ نفوذه، ويقي نفسه بها العقاب، لا بد من تأمُّلها جيدًا، ليس لإيقافِه (فالفيروسات لا تتعطَّل إلا إن مات الجسد)، ولكن لنُجَنِّب الشرفاءَ الوقوعَ تحت سيطرته.

أولًا: وراء كل (وصوليٍّ) امرأة

فتِّشْ عن المرأة… مثلٌ فرنسي، لا يفشل أبدًا في تفسير أي ظاهرة غير مفهومة! والمرأة هي مفتاح ظاهرة العبد المأمور (هُدَيْبَة)؛ فزوجته أخت زوج أخت ابنة عم أخت المسئول الكبير جدًّا! فكانت زوجته هي مفتاح صعوده، ويسَّرت له هذه القرابة أن يرتقي من منصب إلى منصب، حتى أصبحت له هذه المكانة لدى كثير من أولي السلطة والنفوذ، وهو ينوي أن يستغلَّها لاحقًا لكي يصل إلى حلمه العتيق… الوزارة.

ثانيًا: استراتيجية “أنا جرذ ضعيف لا قيمة له، وأنت قوي جدًّا وعظيم جدًّا وأستاذنا جدًّا… من فضلك، أعطني هذا المنصب”

لا يشقُّ على مَن يملك مثل ملامح (هُدَيْبَة) أن يوحيَ إلى أيِّ إنسانٍ بأنه ضعيفٌ وعديمُ الشخصيَّة؛ فهو قصيرٌ جدًّا، حتى لتخال حين يَلُوح قادمًا من بعيدٍ أنه من الممكن أن يُدَسَّ كاملًا في غطاء القلم (الجاف)! كما أنه صَعْل… لا، هذا ليس خطأ إملائيًّا. الصَّعْل هو صغيرُ الرأس، والصَّعَلُ علامةٌ على الحُمْق عند قدامى العرب، وليس رأي مُحدَثي العرب من ذلك ببعيد، وإن استشعروا ذلك بمَحض الفِطرة، لا باستقاءِ دلالة الصَّعَل من آبائهم ومعلِّميهم! و(هُدَيْبَة) صغير الرأس، وملامحه تذكِّرك بالقندس، على أنه أقبح من القندس. ولكي أكونَ منصفًا، ينبغي لي أن أعلن أن شبهه بالقندس لا ينبغي أن يكون من المثالب، إلا إذا كان شبه عينَيْ كاتب هذه السطور بأعين الذئاب يدعو إلى اعتباره من الضواري!

لكن المجتمع يهوى القولبة، وبناء الانطباعات المسبقة عن الناس من ملامحهم. والملامح القندسية في مجتمعنا توحي بالاستكانة، وهو الانطباع الذي يكوِّنه عن (هُدَيبة) كلُّ من يبصره. كما أن نظارته المستطيلة، التي ليس لها إطار، توحي بأنه من أولئك الذين يستحيون من ارتداء النظارات الطبية، ولا يجرءون على التصريح بأن اختلاف معامل انكسار عدسة العين عمَّا هو سائد، هو مجرد شكل من أشكال إدراك العالم بصريًّا، لا يقتضي الخوفَ أو الحياء. هو أجبن من أن يرتديَ نظارةً سميكةَ الإطار. وفي إظهاره دلائلَ الجبنِ منافعُ كثيرة، جنى بعضَها، وفي قادم أيامه سيجني البقيَّة. فلا أحظى عند رئيسه في مجتمعنا ممَّن يُوحِي إليه بضعفه، وسهولة السيطرة عليه. كانت هذه حيلة صلاح الدين الأيوبي لكي يَطمئِنَّ له الفاطميون، ثم محمد علي باشا لكي تأمن له النخبة المصرية ذات القوة الشعبية الكاسحة وتمكِّنه من الحكم، ثم السادات لكي يلين له قلب عبد الناصر ويقرِّبه منه برغم طمع (فتوَّات) مجلس قيادة الثورة في أن يخلفوه على كرسي الحكم، وأخيرًا الضابط المشهور في جمهورية (بانجوستان).

و(هُدَيبة) يسير على خطى أولئك العظماء؛ ورؤساؤه (مبسوطين) منه؛ فما من صاحب نفوذ، يكون تحته مثلُ (هُدَيْبة)، إلا ويشعر بأنه أكثر فحولةً! ولا سيما حين يدخل عليه بوجهه القندسي وقامته النمليَّة، ويقول له: “معلش يا أستاذنا، كنت طامع بس في رضا سعادتك، بخصوص… إلخ”.

ثالثًا: حُجَّة “أنا أوذيك لكيلا يؤذيني من لن يتورَّع عن إيذائي خوفًا من أن يؤذيه مَن لن يتورَّع عن إيذائه”

وهي الحُجَّة التي يتنصَّل بها من لوم المقرَّبين منه، أو الذين يستشعر منهم الخطر، حين يقدِّم له أحدهم كتابًا يحتوي على بعض السطور المجرَّمة من قِبَل (الهيئة العليا لتنظيم النواقل العصبية في أدمغة المبدعين)، فيُضطر إلى رفض الكتاب؛ لأن وصول مثل هذه الأفكار إلى المطبعة، من تحت يَدَيْ (هُدَيبة)، كفيلٌ بأن يثيرَ غضبَ سيِّدِه، الذي لا يريد أن يُغضبَ سيِّدَه، الذي لا يريد أن يغضبَ سيِّدَه، الذي لا يريد أن يغضبَ سيِّدَه (ليس هنا أي تكرار)، وقد يفقد (هُدَيبة) جرَّاء ذلك منصبَه وامتيازاتِه داخل الوسط.

ولذلك لا يستطيع (هُدَيبة) أبدًا أن يقول: “لا”، لسيِّده. لو قال له: “انبطِح”، انبطَح، ولو أمره بالقفز في مكتبه مثلَ القردِ المُعَلَّم، لفاق بقفزه كلَّ إنجازات القرود. وليس هذا مستهجَنًا؛ فبالإضافة إلى استعداد (هُدَيبة) الفطري للخضوع، هو يعلم جيدًا أن التفكير -مجرد التفكير- خارج الإطار الذي رسمه سيِّدُه، وسيِّدُ سيِّدِه، والسيِّدُ الأكبر، سيُلقي به في بقعة المغضوب عليهم، والضالِّين عن صراط السيد غير المستقيم!

رابعًا: الفاسد لا يندب إلا فاسدًا، وحُرِّم ذلك على المُصلِحين

وهذا لأن الفاسد تسهل السيطرة عليه؛ لأنه دائمًا (ممسوك عليه ذِلَّة)، قد يُلقَى به (ورا الشمس) بسببها في أي لحظة.

وللفساد أشكالٌ شتى، منها الارتشاء والتزوير. أما الأكثر شيوعًا، فهو الفساد الذي تفهمه من كلمة (فاسد) حين يوصَف بها البرتقال! البرتقال الفاسد، هو برتقالٌ عفن، لا يصلح للأكل. ومِن شُعَب هذا الفساد تولية غير الأكفاء مناصب مهمة. وليس هذا من (هُدَيْبة) ببعيد. يمكنك أن تتأمَّله في كل ندوة يحضرها، وهو يتلعثم، ويلصق كلمة من الشرق بكلمة من الغرب، ويتَّكئ على زاده من الأقوال المأثورة، ليُسبغ على كلامه أي قيمة، عملًا بما أورده فرانسيس بيكون عن (أوهام المسرح)، ثم يقرأ أي نص، فيصلم أذنيك بأخطائه النحوية الفاضحة. كيف يكون مثل هذا مسئولًا عن النشر، وهو لا يجيد القراءة، ويتعثَّر إذا كتب سطرين؟ لكن هذه البرتقالة الفاسدة هي الثمرة المناسبة لأن تتحكَّم فيها الرمَّانة الفاسدة، التي تتحكَّم فيها البطيخَّة الفاسدة، في سلَّة فواكه الزعيم فرانكنشتاين الذي تتصاعد من بدنه المتقرِّح النتن أبشعُ الروائح! وهَبْه كان صالحًا، فكيف يحمي نفسه من عدوى العفن التي لا يُعيقها أيُّ شيء؟!

خامسًا: جَوِّع كلبك يتبعك

وهي سياسةٌ قديمةٌ قِدَم استئناسِ الكلاب! ومقابلها: “سَمِّن كلبك يأكلك”. و(هُدَيبة) خبير في استخدام هذه السياسة، للسيطرة على الكتاب المغمورين الذين يتغذَّى عليهم. فقد يرفض عملًا جيدًا، ثم يُخبر الكاتبَ في رسالةِ الرفض بأن النشر ممكنٌ إذا راعى التعديلات التي طلبتها لجنة القراءة، ثم يُنصِّب نفسه محرِّرًا، ويتدخَّل في العمل، ويقول للكاتب احذِفْ هذه، وأعِدْ صياغة هذه، إلى أن يتمكَّن، بعد سنةٍ أو أكثر، من النشر، فيزداد (هُدَيبة) عنده قدرًا.

قد يعجبك أيضًا

وهو يفعل هذا أيضًا مع الكتَّاب الذين يُطمِّعهم بمناقشة كتبهم في ندوته الأسبوعية، فيلتذُّ بسعيهم وراءه، والرسائل التي يلهثون بها خلف معرفة الموعد الذي سيمنُّ عليهم فيه بالتناول النقدي لأعمالهم. ولا أدلَّ على نجاح سياسته هذه ممَّا حقَّقه خلال السنوات الماضية على أطلال الوسط الثقافي من إنجازاتٍ تبهر المغمورين.

سادسًا: سلطة الناقد وموت المؤلف

للمرة الأولى في التاريخ، أصبح الناقد في هذا العصر هو حامل بوصلة الإبداع. وهي عبارة عبثية ومضحكة! كيف يتقدَّم النقدُ الإبداعَ؟! وكيف تسير العربةُ إن وُضع الحصانُ خلفها؟! لكن هذا الأمر قد حدث فعلًا، ولم يَعُدْ عجيبًا أن ترى ناقدًا ينصح مبدعًا بأن يفعل كذا وكذا، ويتجنَّب كيت وكيت! ومنهم من أسَّس ورشًا لتعليم الكتابة الإبداعية (وهي عبارة مضحكة أخرى؛ فكيف تتعلَّم الإبداع، والإبداع أصلًا هو أن تنشئ شيئًا على غيرِ مثالٍ سابق؟!).

المهم، حاز (هُدَيبة) السلطةَ في زمنِ علوِّ النقَّاد، واستطاع، بتعصُّبه لنظرية (موت المؤلِّف)، أن يُصبح الآمر الناهي في وكره، وأن يرسل جيوشه، من صغار النقاد، لترفع من يرفعه، وتضع من يضعه؛ فالمؤلف ميت (وإن كان حيًّا)، والناقد حرٌّ في أن يلوي رقبة النص وَفق مصلحته الشخصيَّة، ولتذهبْ كرامة أولي الكرامة إلى الجحيم.

سابعًا: “أنا أرفضك؛ لأنني أريد أن أسرقك”

ليس سرًّا أن أغلب الكتب التي ترفضها دور النشر، يُعاد تدويرها، لتوزَّع على (المحاسيب)، فينهلون منها ما يصوغون به أعمالهم الجديدة، التي سرعان ما يحصدون بها الجوائز، أو أعلى المبيعات، وربما تباع الأفكار والحبكات للسيناريستات، ولا عزاء للكاتب المسكين الذي اجتهد وأبدع وسعى إلى النشر دون أن يكون له (ضَهْر)!

و(هُدَيبة) في وكره يقتنص أفكار المغمورين، الذين يسعدون بقراءة إبداعاتهم في الندوة الأسبوعية، أو يكتئبون حين تُرفض أعمالهم المقدَّمة للنشر، ويحسبون أنهم حقًّا يحتاجون إلى تجويد ما كتبوا، غير مدركين أن الرفض قناع السارق، الذي سيعيد تدوير إبداعاتهم، ثم ينسبها لنفسه. وليس من الصعب أن تستدلَّ على هذا الأمر؛ فأعمالُ (هُدَيبة)، الموزَّعة في أكثر من عشرين كتابًا، متفاوتةُ المستوى، ويمكنك، بالجلوس إليه نصف ساعة فحسب، أن تتيقَّن من أن استَه أضيقُ من كلِّ ذلك (بتعبير المهلهل بن ربيعة)!

عَودٌ على بدء

بعد أن رفضني (هُدَيبة)، لم أغضب؛ فقد طالما دعت لي والدتي: “ربنا يبعد عنك ولاد الحرام”، وها قد استُجيبت دعوتها!

لكنني تضايقت لأن أصدقائي المقرَّبين دلُّوني على طريقٍ فيه أذى… بل أشدُّ الأذى! تُرى إلى أيِّ طريقٍ إذًا كان سيدلُّني أعدائي؟! أيبلغون من الحرص على الاشتهار وتحرِّي أسباب (الوصول) هذا القدرَ من الدناءة؟! أن تحتميَ الجبالُ بعَجُز نخلةٍ خاوٍ، وأن يستجديَ النهرُ قربةَ ماء؟! لقد كنتُ على شفا أن أصبح مثلهم، لولا أن أُجرِيَ على لسان القَزم ما ردَّني إلى الرُّشد؛ كاليوم الذي طلبتُ إلى بغيٍّ فيه الزواج، فرفضَتْ رفضًا قاطعًا، ولو قَبِلَتْ، لصرتُ من الخاسرين.

ولا يزال، منذ ذلك اليوم، يطرُق عقلي سؤالٌ جديد/ قديم! متى سيُصبح العالَمُ مكانًا أفضل؟!

ثم لا يلبث صوتُ الحكمةِ أن يُجيبَ عنه في عقلي بكلماتٍ فيهنَّ الخلاص… لم يكن العالمُ قطُّ مكانًا أفضل، ولن يكون. العالمُ لم ينشأ في الأصل لكي يُصبحَ أفضل. بل لكي ينهار تدريجيًّا! وهاهو يواصل الانهيار!

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: محمد أحمد فؤاد

اترك تعليقا