كوكب سولاريس وعبثية الوجود الإنساني
الرؤيـه الوجُـودية في المعتقدات القديمة التـي تُعـرف بالعادة بالصـوفية أو الوجدانية أو الغنوصية أو الخيمائية وَ تعددت الأسماء وَ المعنى واحد، حيث هذه الإعتقـدات لآ تؤمن بمعـرفة الكون إلَّا بالنفـس وَقوة الخيـال حيـث أعتقدوا أن الخيـال جزيره تتولد فيهـا وَمنهـا الصُور التي تُخلـق شيئيـة المادة في عالمنا المرئـي دُعـي هذا العالم الخيالي لدى الغـرب بتأثير الأفلاطونيـه Astral World المجـال أو العالم النجمـي أو الأثيـري حيث مادتـهُ الأثير بحكم التقسيـم اليونانـي القديم للمـادة المُكونُه من تـراب ، ماء ، هـواء ، نار وَخامسهـا الغير مرئـي الأثيـر
علميـاً طبعاً لآ يؤمـن بهذا التقسيـم بعد أكتشـاف العناصـر الكيميائيـه ثم الذره وَ مكوناتهـا حتى وصلنـا الى الجسيمـات مادون ذريـه الغير مستقـره اولها أكتشـاف النيـوترون الجسيـم الغير مستقـر الذي أعُتقـد أنه الجسيـم الأولي وَمالى ذلك حتى أمن العلم اليـوم أن الماده وَ الطاقـه وجهان لعملـه واحدة.
لكـن اتفتـح لدى الغرب مُـنـذ عالـم النفـس ( سيغمـوند فرويد ) بـاب جديـد للولـوج للعالم المُظلم للإنسـان سمـاه اللاوعـي الذي يُشكـل الصُـور فـي عالم أحلامنا التي هي رموز عن المكبوتـات المخفيـه فينا ، ثم جـاء رفيقـهُ الذي أختلـف مع نظريتـه ( الليبيـدو ) ( كارل غوستـاف يونغ ) وَ وسع مجـال ( اللاوعـي ) ليكـون الكهـف الذي يؤدي لأدراك عالم أعلى من ذواتنا بل الوصـول كما لدى الشرقيـن الهنود وصّـل الآتمان . Atman ( النفـس ) بـ ( براهمـان . Brahman ) القـوه العلُويـه بالكون .
من هنـا جائت روايـة الخيـال العلمي ( سولاريـس ) للكـاتب البولنـدي ( ستـانيسـواف ليـم . Stanistwa Lem ) عـام ١٩٦١ وَ أنتـج مُقتبسـاً عن الروايـه ثلاثـة أفلآم أقواهـا لأندريـه تاركـوڤسكـي عام ١٩٧٢
( سولاريس ) كـوكب أكتشـف مؤخـراً إلآ أنهُ أكثـر الكـواكب أثاره للجـدل في أوساط العلمـاء فالكـوكب رغم أنهُ يدور حـول شمسيـن ألا أنهُ كوكـب أخذ أستقـراره بصـوره غامضـه وَ بعد أكتشافات عـده تبيـن أن محيـط الكوكـب نوعـاً ما يملك وعـي ذاتـي بنفسـهُ حـيث كان يعبـث مع آلالات الأكتشـاف الذي يرسلهـا العلمـاء، بعـد فتـره هبطـت مركبات بشريـه للكـوكب وَ تبيـن أن الكوكـب أكثر مما توقعـوا حيث تضاريسـهُ غير ثابتـه وَفي حالة تغير دائـم بالأضافـه الى تقليـدهُ صوريـا للأجسام التي تحلـق فيـه كالمراكـب وَ الأجهزه بذلك قامـت الفرضيات لتفسيـر ظواهـر كوكـب سولآريس أن الكوكـب نتيجـة تطور هائل من حاله بدائيـه لطفـره تفـوق الأرض في الأرتقاء فهُو عقل ضخم بحد ذاتـهُ يفوق أضعاف المرات العقـل البشري بل أن يغوص بعقـول البشر الذين هبطوا بمركباتهُم الكوكـب لينشـأ جُزر لذكرياتهُـم وَ أعمق الذكريـات تظهر بصـوره مُجسـده في الواقـع العينـي مما سبب جدل بين العلمـاء هل أن الكوكب يسبب هلآوس بسبب ماده سامـه يفرزها أم بالفعـل الكوكب يغوص لأعماق لآوعي الإنسان ليجسـد ذكرياتـهُ بجزر أو بصُـوره مُجسده بالواقـع ؟
الروايـه كانت إجابه خياليـه لتساؤل العالم الفلكي ( كبلـر ) قبل قرون عن وجـود حضاره سكانيـه في العوالم خارج الأرض وَ هل تفوق حضارة البشـر ؟ حيث أجاب هـربرت ويلـز في روايتـهُ ( حرب العوالم ) أن المتفوقون علينـا هم المريخيـون ، أما آرثر كلآرك بروايتـهُ ( ٢٠٠١ أوديسـه الفضاء ) أن المتفوقـون حضاره مجهوله ألقت جسم أسـود مسطـح ساهم بتاريـخ التطور البشري ، يجيب ستانيسواف ليـم أنهُ سولاريس العقل الضخم بجسـد كوكب وَ بذلك مزج بيـن أساطير العقل الكـلي Nous في الأفلاطونيـه العقل الخفي المتحكم في الوُجود وَ باطن الإنسان وَ أسطورة Astral World العالم الأثيري الذي يُجسد فيـه ذكريات الإنسان وَ نظريـة التطور وَ جسيمات مادون الذره الغير مستقـره ( نيوترون ) التي تُكون صـور الذكريات للبشـر مُجسـده في محيط كوكبها وَ التي صفتها الخلـود لينتـج من أجمل روايات الخيال العلمـي وَ أكثرها فلسفيـه وَ التي أخرج تاركوفسكي نسختهـا السينمائيـه عام ١٩٧٢ لتصُـور تساؤلآت الإنسان عن الوجُـود وَ عن ضعفـهُ أمام العالم الكونـي الواسـع وَ أيضاً أمام عالم اللاوعي المُصغر في داخلـهُ لذلك قال ستاينسـواف ليـم في روايتـهُ ( سولاريس نداءاً أبديـاً موجهاً للإنسـان ) .