الطاقة بين الفناء والتجديد

حينَما بدأ الإنسانُ يفكّرُ في تَطويرِ ذاتِه واستغلالِ كلّ ما هوَ متاحٌ لهُ في الطّبيعةِ لِخدمة أَغراضهِ وأَهدافه الغَير مُعلنة .. أَصبحَ يفكّر حولَ كيفيّة تحقيق مُبتغاه، فأخَذَ يبحثُ عَن كلّ شيءٍ يحقّق بهِ أفكارهُ تلك، وأصبحَت رَغباته تعتَمدُ بشكلٍ أساسيّ على الطّاقة.

في البِداية كانَ الاعتمادُ على الطّاقة الغَير مُتجدّدة فَكان الإنسانُ يحفرُ الأَرضَ مِن أجلِ إخراجِ البَترول والغازِ الطّبيعي والفحم، فقَد بدأَ يَستخدِمهُم بشكلٍ كبيرٍ جدّ؛ ليسَ مِن أجلِ تطويرِ المُجتَمع كما زعَم في البِداية بَل لِنفسه فقَط، وحينَما بدأَت الطّبيعة تثورُ وتثور بدأ القادةُ يجتمعونَ لمناقشةِ تضرّرِ الطبيعة والوصولِ إلى حلولٍ ُتمكّنهم مِن إيقافِ بركانِ الطّبيعة، فَقد كان الإنسانُ علي وشك تَدميرها.
بالإضافةِ إلى أنّ الاستخدام المُفرط لهذهِ المَصادر الغَير متجدّدة أَو بالأخصّ المَصادر الغَير نَظيفة، حيثُ بدأ في المجتمع ظهور أَضرار كَبيرة في مُختلفِ المَجالات فظهرَ الاحتباس الحراريّ ممّا أدّى إلى ارتفاعِ درجة حرارةِ الأَرض وأَيضاً ثقب الأوزون الّذي يهدّد العالَم بالغرقِ نَتيجة انصِهار الجّليد عند القطبين.

لقَد أساءَ الإنسان استِخدام الطّاقة الغَير نَظيفة، فَأفرط في استِخدامِها في المَصانِع والآلاتِ وفي إنتاجِ الأسمِدة والبلاستيك والسّيارات وكانت النّتيجة خروجَ عوادِمٍ قاتلة؛ تقتلُ الخلايا البشريّة وتصيبُ الإنسان بأمراضٍ هائلة كما أصابَت الطّبيعة بأخطارٍ مضاعفة لما تصيبه للإنسان، فاجتمَع أصحابُ المشاريع من أجلِ البحثِ عَن طرقٍ توقفُ ثورةَ تدهورِ الكَوكب هذا الذي أَوشك على الانفجار.

الطاقة المتجددة والحلول البَديلة لإنقاذِ الكَوكب والطبيعة:

بعد كلّ تلكَ الظّواهر الّتي هدّدت الحياة بدأَ الإنسان يفكّر في إِيجاد بديلٍ للطّاقة الغَير متجدّدة.
فتم اكتِشاف طُرق نَظيفة تُساهمُ في الحُصول على الطاقة المتجددة التي لا تلوّث المُجتمع فاجتمَع البشرُ لتطبيق تلك الطرق.

الغاز الحيوي؛ إحدى الطّرق المُتجددة:

طاقة البايو غاز أَو الغاز الحَيوي، ذلكَ الغاز الّذي ينتجُ من روَث الحَيوانات بطرقٍ تحضيريّة مضبوطة لينتجَ غاز “الميتّان” القادِر على إِضاءة مِصباح وطهي الطّعام، فَما عليك سوى أَن تمتلِك ثروة حيوانيّة من أجلِ الحصول على ذلكَ الغاز؛ إذ أنَّ الثّروة الحَيوانيّة تمتلكُ بَكتيريا قادِرة على تَحويل المواد العضويّة المَوجودة في بقايا الطّعام إلى غاز الميتّان، حيث كلّ ما تَحتاجه هوَ أن تضعَ روث الحيوانات على بقايا الطّعام وستَحصل على طاقة نَظيفة!

إعلان

الشمس؛ مَصدر مهمّ آخر، طاقة متجدّدة مذهلة:

بحوث الإنسان الإيجابيّة استمرّت إلى أَن أدركَ أنّ الشّمس تشكّل مصدرًا هامًّا للطاقة، لقد تمّ اختراع الخلايا الشّمسية التي تَستطيع أن تَجمع هذه الطّاقة الضوئيّة لِتحوّلها إلى طاقَةٍ قادِرة على تَدوير الآلاتِ في المَصانع وإنارة المَصابيح وتَشغيل السّيارات.
فنحنُ بالتّأكيد لَن نستيقظَ يوماً ونجدُ أنّ الشّمس قَد اختَفت!، أَو نَستيقظَ ونجد أنّ الشّمس قَد أعلنَت هجومها الغَير نظيف على الطّبيعة!
فالشّمس ذاتُها منَ الطّبيعة وهي قادِرة على حِماية حَليفتها، فحلفاءُ الطّبيعة كالشّمسِ والماءِ والهواءِ كانوا خيرَ سندٍ لها.

الماءُ؛ أصلُ الحياةِ، هو مصدرٌ آخر للطاقة المتجددة:

لقَد أدركَ الإنسانُ حاجتُه المُلحّة للطاقة المتجددة ليعوّض ما كانَت تلبّيه الطّاقات غير النّظيفة، فتوصّل إلى الطاقة الكهرومائيّة؛ تلكَ الطاقة الناتجة من المياه والتي تستطيعُ أَن تُدير مراوح التوربينات فتتحول الطاقة الحركيّة إلى طاقَة كهربائيّة قادِرة على إِدارة مُحركات شتّى دونَ خروجِ دخان أَو مصدر ملوّث.

الهواء؛ مَصدر متجدّد آخر ضِمن التّوازن الطّبيعي:

انطِلاقًا من مُلاحظة الإِنسان لقوّة الهَواء وحَركاته الّتي تحملُ طاقاتٍ كَبيرةٍ، والّتي تَستطيعُ أَن تقتلِع الأَشجار، فقد تمكّن الإنسان مِن صنع توربينات هوائيّة تَنشأُ مِن حركةِ الرياح فَتديرُ مراوح التوربينات بقدراتٍ عالية تمكّنت مِن تَحويل هذه الطّاقة الحركيّة إلى طاقة كهربائيّة مهمّة، فَقد أَعلن حلفاءُ الطّبيعة أنّهم لَن يَتركوها تَثور أو تَنفجر.
تَساؤلات عَديدة ومحيّرة حَول مَوضوع استِبدال الطّاقة المُضرّة بالطّاقة الصّديقة …

هلاكُ الطّبيعة يَعني هلاك طموحات الإِنسان وهَلاكِه أيضاً، ولكن ما نَتساءَلُ عَنه هوَ لِماذا يقلّ استخدامُ الطّاقة النّظيفة في العَالَم؟ هل السّعر الخاص بِها مُبالغ فيه فالنّاس يَستطيعون دَفعَ الأموالِ مِن أجلِ الحصولِ على طاقةٍ نَظيفة؟ أَم هل الحصول عليها صعب؟ أم هُناك ضغطٌ من الدّول المتقدّمة على الدّول النامية حتّى تظلّ الدول المتقدّمة في الأَعلى والدوَل النّامية في أَسفلِ السّافلين؟!

مُفارقة ودَهاء الدّول الكُبرى في استعمالِ الطّاقة المُتجدّدة بديلاً للبترول المستورد:

إنّي أجدُ دولًا كَثيرةً تَعتمدُ في صادِراتِها علي البَترول وتُحقِّقُ عائِدًا مادّيًا كَبيرًا منَ البَترول؛ فهَو ذهبٌ أسود، ومَن يَمتلكهُ يمتلكُ ذَهبًا أبيضا، ولَكن حينَما نُمعن النّظر نجدُ أنّ الدول التي تَستورِد البَترول قَد أَنشأوا لَديهم محطّات لِتوليد الطّاقة النّظيفة، فَهم على يقينٍ تامٍّ أنّ الطاقة الغَير نَظيفة سوفَ يأتي اليومُ الذي تفنى وتَنقرض منَ الوجودِ، كما أنّهُم يدركونَ أنّهم لَن يظلّوا مُعتمدينَ على البَترول والمَصادر الغَير متجدّدة مَدى الحياة، لِذلكَ فكّروا جيّداً أَن يحصلوا على طاقَة مِن الدّول النامية وأَيضًا بَحثوا كثيرًا وكثيرًا مِن أَجلِ تَطوير نِظام الطّاقَة لَديهم؛ فَبعد انتهاءِ البترول لَن تسقطَ هذه الدّول بَل سَيلجأونَ إلى مَصادرهم.
وهكذا تصبح الدول المصدّرة للبَترول والّتي تَعتقدُ أنّ لَديها قوّة كَبيرة تؤهّلها لأَن تكونَ من أَوائِل الدّول ..
ما عليها إلّا أن تنَتظر مئات السّنوات مِن أجلِ أن تحصلَ على البَترول فتعودَ إلى سابقِ عهدها.

بعد أَن عَرف الإِنسان أَنواع الطّاقة هَل عليهِ أن يَجلس كمتابعٍ أو كمشاهدٍ فقَط ولا يتحرّك مِن أجل تهدأةِ الطّبيعة؟ أَم أن يَبدأ في استخدامِ مَصادرِ الطبيعة النّظيفة ويحاول أَن يَستغلّها الاستغلال الأَمثل؟
فالطاقة إمّا أَن تفني أو تتجدّد والحل بينَ يديك أيّها الانسان!

مساهمة من ياسمين علام

إعلان

اترك تعليقا