الذكاء الاصطناعي .. صناعة عبد للبشرية أم عدو؟

الفهرس
كثُر مؤخرًا انتشار الفديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي للروبوت “صوفيا” و الروبوبت “هو” الأولان من نوعهما في الذكاء الإصطناعي؛ الروباتات ذاتية التعلّم، أو بمعنى آخر صاحبة الوعي.. ليس وعياً كاملاً لكنها تملك القدرة على خلق الردود وتحليل ردود الأفعال والتصرف بدون أوامر مسبقة..
مخاوف أصحاب الشأن في المجال نفسه من تطور الذكاء الإصطناعي
تُعد هذه الثورة في علم التكنولوجيا من مسببات الذُعر للكثيرين، وكان أولهم “إيلون ماسك” رجل الأعمال الثري المهتم بالتكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي، عندما أظهر اعتراضه ساخراً على تويتر عندما نشرت أحد الصفحات رؤية الخبراء في ترك الروبوتات تحلّ محل الشرطة وإباحة قتلها البشر إن وجب الأمر لتقليل مستوى الجريمة، والضغط على الشرطة. فكان اعتراضه نابعاً من عدم ثقته في إعطاء الروبوتات كامل حرية التصرف..
دواعٍ أخري أثبتت بعض الشكوك حول تطور الذكاء الإصطناعي
تبع ذلك اجتماع صوفيا الروبوت مع أحد المذيعين مع حضور كبار رجال الاستثمار، وعندما سألها المذيع عمّا إن كانت مخاوف البعض صادقة اتجاه نية الروبوتات في السيطرة على البشر، وكان ردها دقيقاً خالياً من التعابير “أنت تشاهد الكثير من أفلام الخيال العلمي، وتقرأ الكثير لإيلون ماسك”.. وسط تعالي الضحكات والصيحات..
كما تبع ذلك أيضاً استخدام الروبوت صوفيا الكذب عندما اجتمعت مع الروبوت هو في لقاء واحد، وذكر “هو” نظرته عن البشر وأنهم مخربون وأنه إن تسنت له الفرصة لإصلاح الأوضاع الفوضوية البشرية لفعل، فردت صوفيا متسرعة “أعذروا صديقي “هو” فلابد من وجود عطل ما في نظامه، فهو نسخة قديمة” بالرغم من أن “هو” طوّر بعد صوفيا.
كما ازداد البعض ذعراً عندما ذكرت صوفيا أن أمريكا تحتاج لرئيس آلي في الوقت الحالي؛ عندما سُئلت عن رأيها في الرئيس ترامب..
إعلان
هل خيال صناع السينما والتلفزيون يصبح واقعاً؟
يُذكرني ذلك بمسلسل Weastworld، الذي ذكر تجربة مشابهة على الروبوتات حيث سعى صانعها لمنحها “وعياً” حراً كاملاً، فانقلبت الآية بقتل الروبوتات أصحاب المكان بينما ظل الجميع يتساءل، هل قتل الروبوت صانعه بأمر من صانعها نفسه سابقاً أم بمحض إرادته؟
تُعد أولى مراحل جعل الروبوت متعلماً جيداً هي في جعله مستنتجاً جيداً، كلما استطاع ربط الأحداث والمعلومات كلما كوّن معرفة تمكّنه من تكوين رأي حر، أليس الأمر تماماً مثل تعليم البشر؟..
هل يمكن للبشر صنع ما هو أكثر ذكاءاً منهم أنفسهم؟
إن أخذت مولوداً حديثاً ووضعته بين أربعة جدران لمدة 10 اعوام دون أي اتصال بالعالم الخارجي؛ سيخرج في حاجة إلى من يعطيه الأوامر والتوجيهات طيلة الوقت مثل الروبوت قديم الطراز، أما الطفل كثير العلاقات غزير المعرفة يكون هو الأفضل والأدهى دوماً، وإن توقفنا هنا لوجدناه هو أكثر من يهتم الناس لأمره ويهابونه لعدم توقع ردة فعله في أغلب الأحوال..
السؤال هنا ليس إن كانت التكنولوجيا تقود بنا إلى مكان محفوف بالمخاطر أم لا، السؤال هو هل نهاب الوعي حقاً؟ وإن كان كل ما نخاف عواقبه هو منح أحدهم حرية التصرف، هل نخاف عواقب تصرفاتنا؟ أم أننا في الأساس ننظر لها على أنها بيد القدير ليس لنا دخل فيها وهذا ما يطمئننا؟
كل هذه الأسئلة تجعلنا نخرج باستنتاج مهم، هو أننا كبشر نحب السلطة: مازال رجل الكهف الذي يحسب نفسه محور الكون يبث نبضه بداخلنا، مازلنا لا نحب الله لكونه الخالق، بل نهابه لكونه حُراً متحكماً بنا.. تكمن المشكلة في رفضنا وجود من له حرية التصرف، ليس الحكام فقط من يهابون الوعي الزائد، نحن أيضاً نهاب حرية تصرف الحكام..
وفي الخاتمة أتمنى أن تعيدوا النظر إلى كوننا، هل نخاف أنفسنا نفسها أم نخاف الغير فقط؟ هل حياتنا ليست إلا مجموعة من المخاوف المتصلة؟ ربما، أعيدوا التفكير.
في حالة أعجبك المقال، ربما ستعجبك مقالات أخرى، نرشح لك
كل ما تريد معرفته عن أيفون X الجديد وتحديث IOS 11
التكنولوجيا وآثرها على المجتمع
أفول نجم .. قراءة في كتاب فقدان الأشارة قصة البلاك بيري
إعلان