من يؤيّد الرئيس؟

سؤال في مصلحة الرئيس

سؤالٌ في مصلحة الرئيس، بكلّ الأحوال والجوانب، والغرض منه غايةٌ في البساطة، ولكنّ ذلك السؤال يدفع بسؤال آخر هامّ جدًّا: هل اختار الرئيس مَن يتحدّث عنه أو يدافع عن سياسية سيادته؟ وهل حقًّا يعرف الرئيس التاريخ الخاصّ بكبار مؤيّدي سيادته؟

الرّدّ الكارثيّ من وجهة نظري هو أن يكون الرئيس على عِلم بذلك، لأنّه بالنسبة لأيّ مواطن عاديّ بمجرّد بحث سريع على الانترنت سيكتشف كارثة خاصّة بهؤلاء المؤيّدين، خصوصًا الإعلاميّين منهم، سوف يجد أنّهم وجوه قديمة بالية، لا ولاء لها… حيث قاموا بتقديس الرئيس المخلوع، حسني مبارك، إلا أنّهم، ومع أوّل بشائرِ نجاح ثورة ٢٥ يناير في خلعه عن الحُكم، تباروا فيما بينهم لسبّ الرئيس وتعديد مفاسد حكمه، ومنهم من ذهب بخياله الخارق إلى ما كان يدور في القصر الرئاسي بين نجلَي الرئيس، وكُتبت في ذلك كتبٌ، للأسف، وجدت من يشتريها ويعوّل عليها كمصدر.

إنّ المتابع الجيّد لمؤيّدي الرئيس في المستوى المتوسط، يجد أنّهم إمّا من رجال الحزب الوطني المُنحَلّ أو من موظّفي الدولة على الدرجة الثانية وما بعدها، تجمعهم مصالح اقتصادية واجتماعية بفئة رجال الحزب الوطني ، ويغلب الفساد المالي والإداري على طابع تلك العلاقة.

أما المستوى الأدنى من المؤيّدين، فهم ممّن قد حصلوا على مقدار ضئيل من تعليم منتهٍ أمره من حيث الجودة والكفاءة؛ مجموعات من المواطنين البسطاء لا يجدون قوت يومهم إلا بشقّ الأنفس، وينبهرون بما يشاهدون على شاشات التلفاز من الفئة الأولى من المؤيّدين.

خلاصة القول هي أنّ مؤيّدي الرئيس مجموعة من الانتهازيّين عديمي المواهب، ولكنّ وجود رجال أعمال يمتلكون المال والصحافة والفضائيات، قاموا بغسيل دماغ لمجموعة من البسطاء بهدف خلق جوّ عامّ مساعِد على الفساد المالي والإداري الذي يقوّي مَن هم في مستوى القيادة الوسطى.

إعلان

لذلك، أنصح الرئيس بفرز مؤيّديه وإيقاف مَن يتجرّأ منهم على الحديث باسمه، لأنّ ذلك في مصلحة الرئيس، حتى لا تلوّث سمعته السياسية بهؤلاء المنتفعين، فالبعد عنهم غنيمة والقرب منهم هلاك.

إعلان

اترك تعليقا