هل مندوبة أمريكا كاذبة أم أنها وقعت ضحية لآلية لاواعية لعقلها ؟

اتصل محتالان روسيان بمندوبة الولايات المتحدة نيكي هايلي وادعى أحدهم أنه رئيس وزراء بولندا وأخذ يحدثها عن دولة وهمية اسمها (بينومو) وأعطاها إحداثيات موقعها بشكل طبيعي جدا والغريب أن نيكي هايلي أكدت فعلا وجود هذه الدولة خصوصا أن المحتال قال لها أننا في بولندا نراقب الوضع عن كثب فقد استقلت هذة الدولة وقامت بإنتخابات ، والمندوبة الأمريكية تقول : نعم صحيح بالتأكيد والخ
طبعا اثار هذا الموقف سخط الناس واتهموا نيكي هايلي بالمخادعة والنفاق والكذب وشككوا حتى في أهليتها المهنية، ولكن هل هي كاذبة حقاً ؟؟؟؟
الجواب لا ، بل وقعت ضحية لآلية عمل لاواعية لعقولنا تدعى تاثير Expert Fallacy وتعني مغالطة الخبير أو مغالطة صاحب السلطة أو التأثير السلطوي المغالط .
حيث أن أدمغتنا لاشعورياً تنزع لتصديق وتأكيد من هم في موقع سلطوي حساس ، سياسياً كان أو خبيراً في مجال ما ، وكلما ازدادت حساسية منصب هذا الشخص ، كان انقيادنا ليس للتصديق وحسب بل للتأكيد على كلامه أقوى وأكبر .
خصوصا إن كان الاثنين في مناصب حساسة هذا ينشأ منافسة ضمنية على المعلومة فتجد الاخر ينزع بشكل لاواعي لتأكيد علمه بالمعلومة التي يعتقد بأنها صحيحة تماماً بسبب التأثير السلطوي المغالط ، وهذة المغالطات نقع فيها باستمرار ، ففي تجربة في أحد البرامج الوثائقية حاول أحد ممثلي الكوميدياً ويدعى ( جي بيتر ) أن ينشر بين عامة الناس إشاعات لاتصدق مثل أن تيكساس أعلنت انفصالها ، وأن الفضائيين غزوا الأرض والخ
إعلان
والنتيجة كانت ضحك الناس عليه وعدم اعطائه أي قيمة .
ولكن عندما لبس ملابس المراسل الاخباري واحضر طاقم التصوير وصار يقوم بمقابلات عامة للناس في الشارع، ويتكلم معهم بنفس الاشاعات، بدأ الناس يأخذون الموضوع على محمل الجد ويتناقشون في هذا معه ويقولون آرائهم بكل جدية مصدقين تماماً مايقوله ، يعني عندما قال لأحدهم أن تيكساس أعلنت انسحابها من أمريكا، أعطى الشخص رأيه بكل جدية أن هذا سيخلق مشكلةً كبرى فالوقت غير مناسب لهذا .
و سأل بيتر شخص آخر : أظن أن ألاسكا قالت أنها ستحذوا حذو تيكساس بالانسحاب من أمريكا ، فرد عليه الآخر نعم صحيح إن هذة العدوى اخذت تنتشر
وهناك اسئلة حتى عن مخلوقات زونبي …. تخيلوا!!
ما الذي يحدث في عقولنا حتى تقع تحت التأثير السلطوي المغالط هذا ؟
إن جذور هذة التقنية هي نفسها التي تجعل من الشخص يتبع القطيع ويتبع قائد القطيع، وهي الية عمل موجودة في معظم أدمغة الكائنات الحية و وجودها كان أساسياً للبقاء ، فأسلافنا خصوصا الثديات كان من الأفضل كثيرا لهم أن يبقوا ضمن القطيع، ويتبعوا قائده فهذا غالباً يعني النجاة .
وفي حالة دماغنا الثديي المتطور تطورت معه هذة التقنية أيضا ليصبح تصديق صاحب السلطة مبرر منطقياً ايضا .
في حالة أعجبك المقال، ربما ستعجبك مقالات أخرى، نرشح لك
لماذا نصدق نظريات المؤامرة ؟! قراءة في كتاب العقول الشكاكة
إعلان