علي الحفناوي يكتب: أصل الإرهاب

ليس الإرهاب بظاهرة حديثة مقصور استخدامه على المتأسلمين ، فالتاريخ يعلمنا أن أول ظهور مسجل بمستندات وأدلة لتلك الظاهرة يرجع للقرن الأول الميلادي ، أى ستة قرون قبل ظهور الإسلام .

لكن العجيب، أن الإرهاب بمفهومه الحالي كأداة للقتل الجماعى بين صفوف الأبرياء من أجل إسماع صوت بعض الأقليات من الطوائف المتعصبة دينيا وسياسيا ، ظهر فى منطقة الشرق الأوسط ، وتحديدًا في فلسطين .. فلقد تواجدت طائفة يهودية متطرفة ومتعصبة ، سميت باللغة الكنعانية “طائفة الكاناييم”( Qanaim)، وباللغة اليونانية ” طائفة الزيلوت ” (Zélotes).

قد اشتهرت تلك الطائفة اليهودية بالتزمت الشديد والعدوانية الإجرامية ، حيث كانت معتقداتهم هى ضرورة ارساء قواعد مملكة اليهود فورا ودون انتظار باستخدام العنف والقسوة ، وكانوا يعتبرون أن أى شخص من خارج هذه الطائفة – حتى إن كان يهوديًا من طائفة أخرى – هو الأجنبي الذي يجب قتله ، باستخدام الكمائن على الطرق والهجوم على المنازل لقتل الأسر والعائلات ، بإستخدام السيوف والخناجر ..

وظل الحال كذلك فى فلسطين عشرات السنين حتى قرر الرومان إبادتهم لإنهاء إرهابهم ، ثم استمرت ظاهرة الإرهاب عبر التاريخ على فترات متباينة ، وظهرت قبائل عربية وأسياوية – مثل قبائل الحشاشين (Assasins) – التى استخدمت الإرهاب لأغراض دينية/ سياسية…

ثم كان أول ظهور للإرهاب الحديث في أوروبا أثناء الثورة الفرنسية ، ثم فى روسيا بنهاية القرن التاسع عشر وقبل الحرب العالمية الأولى ، وكانت قمة استخدام الإرهاب والقتل الجماعى بالتفجيرات في أوروبا على يد الحركات “الأناركية” أو الفوضوية فى نهاية القرن التاسع عشر.

إعلان

لذلك يكون أقرب تعريف لأهداف الإرهـاب بصفة عامة ، هو قيام بعض الأقليات باستخدام العنف وسلاح القتل الجماعى للأبرياء لمحاولة فرض رأي و توجه ديني وسياسي على الأغلبية .. والحمد لله أن التاريخ لم يحصر حالة واحدة لإنتصار الإرهاب فى تحقيق أغراضه.

في حالة أعجبك المقال، ربما ستعجبك مقالات أخرى، نرشح لك

علي الحفناوي يكتب تاريخ مصر مع الوهابية

علي الحفناوي يكتب للمحطة القتل بإسم الدين

كريم البكري يكتب للمحطة الدماغ التي تبحث عن كل ما ھو « إسلامي »

أحمد ياسر يكتب: الحرية الفكرية فى ظل السلطات الأبوية

إعلان

اترك تعليقا